الرئيسية / كلمة منفعة / مقالات إيمانية / الوصايا والاستسلام للشهوات

الوصايا والاستسلام للشهوات

المقالة النسكية للقديس مكسيموس المعترف
  • فقال الأخ: أود يا أبت أن أسمع منك عن الوصايا: ما هي الوصايا التي ينبغي أن أحفظها كي أخلص؟

أجابه الشيخ: يستطيع ذلك كل من اقتدى بالرب وحفظ وصاياه

فقال الأخ: من يستطيع؟

فأجابه: الرب صار إنساناً إلا أنه إله أما انا إنسان خاطئ مستعبد لكثرة من الأهواء وليس أحد من المستعبدين للأمور الدنيوية قادراً أن يقتدي بالرب، أما من تركوا كل شيء وتبعوه يستمدون القوة للاقتداء به والسير في وصاياه.

وما نوع هذه القوة؟

اجابه الشيخ: أسمعه يقول : ” لقد أعطيتكم القوة لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو فلا يضركم شيء” ( لوقا 18:19)، والآن القديس بولس تسلّم هذه القوة نفسها فيقول:

” اقتدوا بي كلكم، أيها الأخوة، كما أنا بالمسيح” (فيليبي 3:17). وأيضاً ” ليس بعد من حكم على الذين هم في المسيح، لأن شريعة الروح قد حررتني من شريعة الخطيئة والموت” (رومية 8:  1-3) ” و أقول أيضاً: ” اسلكوا في سبيل الروح فلا تقضوا شهوة الجسد، لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح يشتهي ضد الجسد..” ( غلاه: 16-22) .

لقد تنبأ داوود عن هذا السلطان (القوة) وهذا العون فقال: ” الساكن في عون العلي، في السموات يقيم، أقول للرب هو ناصري وملجأي وحصني، إلهي أتكل عليه لأنه ينجيك من فخ الصياد ومن الوباء الخطر..” (مزمور 91: 1-3)

أما من استسلم للشهوات فيقول الرب:”… من أحب أباً أو أما أكثر مني فلا يستحقني” (متى 10: 38) ”  ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقني” (متى 10:  38). إذا من يريد أن يكون تلميذه و جديراً به ويستمد منه القوة ضد الأرواح الشريرة عليه أن يتجنب كل علاقة شهوانية ويجاهد ضد الأعداء الغير منظورين و ذلك بالوصايا كما أعطانا هو نفسه مثالاً عندما جُرّب في البرية.

فقال الأخ: الوصايا كثيرة يا أبت فمن يستطيع أن يعرفها كلها؟

فأجابه الشيخ حتى لو كانت كثيرة يمكن اختصارها بكلمة: ” أحبب الرب إلهك من كل قوتك، ومن كل ذهنك وقريبك كنفسك” ( مرقس 12 30-32 )

أما من لا يبتعد عن أمور الدنيا لا يستطيع أن يحب الله ولا القريب وهذا ما يؤكده الرب بقوله: ” لا تستطيع أن تعبد ربين : الله والمال” ( لوقا 16 :13)

الأخ: ما هي الأمور المادية؟

اجابه الشيخ: الأطعمة ، الأموال ، الممتلكات، المجد، الأقارب .. إنها كلها من صنع الله أعطاها للإنسان كي يستعملها، وإذا استعملناها كما يليق ينبغي أن نشكرالله. بيد أننا ضعفاء روحياً وعقلنا ملتصق بالمادة. لذا، آثرنا الماديات على وصية المحبة ومادمنا متعلقين بالماديات فإننا نخاصم الناس بينما ينبغي أن نؤثر محبة كل إنسان – التي هي الدليل على معرفتنا لمحبة الله- أسمعه يقول: ” وصيتي هي أن تحبوا بعضكم بعضاً” ( يوحنا 15 : 12) و أيضاً: ” من يحبني يحفظ وصاياي” ( يوحنا 14:  15)

فقال الأخ: لقد قلت يا أبت يجب ان نحب قريبنا أكثر من كل الأمور المنظورة بل أكثر من جسدنا ولكن كيف يمكنني أن أحب من يمقتني ويسيء إلي، لنفترض أنه حسود، كيف أستطيع أن أحبه؟؟؟…. يتبع

عن admin

شاهد أيضاً

تربية الأطفال في تعليم القديس يوحنا ذهبي الفم

فحص البواعث التي تحركنا إن الأب * يفكر في كل الوسائل، ليس التي بها يوجه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *